الخميس ١١ - سبتمبر - ٢٠٢٥ القاهرة
06:21:07am

قبة متصدعة وسهم مرتجف.. دفاعات إسرائيل الأسطورية تنهار أمام صواريخ طهران

الإثنين ١٦ - يونيو - ٢٠٢٥

رغم ما تفاخر به إسرائيل من منظومات دفاعية متطورة تعد من بين الأقوى في العالم، ورغم المليارات التي

ضخت في تطوير شبكة متعددة الطبقات لاعتراض الصواريخ والطائرات المسيرة، كشفت الضربات الإيرانية الأخيرة

عن ثغرات خطيرة في هذا "الدرع الحديدي"،  فقد وثقت مشاهد مصورة من قلب تل أبيب لحظات سقوط عشرات

الصواريخ التي خلفت قتلى وجرحى وأضرارًا غير مسبوقة، ما فجر تساؤلات حول مدى كفاءة هذه المنظومة

تحت ضغط الهجمات المكثفة

 

ونرصد في هذا التقرير أهم مكونات منظومة الدفاع الجوي التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي، والتي ييتم دمجها

في الأنظمة الاعتراضية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، والتنسيق بينها للتصدي للأهداف والصواريخ المهاجمة في أي مكان

 

1 - القبة الحديدية

وفي أبريل من عام 2010 كشفت شركة رافائيل الحكومية المحدودة لأنظمة الدفاع المتطورة، النقاب عن قيامها

بتطوير نظام أطلقت عليه اسم "القبة الحديدية" ويستطيع اعتراض صواريخ الكاتيوشا قصيرة المدى التي اعتاد

حزب الله وكذلك حركة حماس في غزة إطلاقها على إسرائيل

 

ونشر نظام "القبة الحديدية" لأول مرة في صيف عام 2011 بالقرب من قطاع غزة لتجربته في مواجهة القذائف

و الصواريخ قصيرة المدى والكاتيوشا


وبعد النجاح والتعديل نشرت بطاريات أخرى منه على وجه الخصوص بالقرب من مدينتي عسقلان وأشدود

وجنوب تل أبيب وقرب مدينة نتيفوت الواقعة على مسافة 20 كيلومتراً من حدود غزة

 

وتعمل القبة الحديدية عن طريق تتبع المقذوفات قصيرة المدى بواسطة رادار خاص، ثم تحليل البيانات حول منطقة

السقوط المحتملة، وعند التأكد من سقوطه في مناطق هامة يتم إرسال إحداثيات لوحدة إطلاق الصواريخ للاعتراض

 

وقد جهزت كل بطارية برادار كشف وتتبع، ونظام تحكم بالإطلاق و 3 قاذفات كل واحدة تحمل عشرين صاروخاً

وحققت القبة الحديدية نجاحاً ملحوظاً على مدى سنوات بسبب التحديث والتطوير المستمر واكتشاف نقاط الضعف

حتى أن الجيش الأمريكي قرر شراء المنظومة في فبراير من عام 2019


وقدمت الولايات المتحدة دعماً لتطوير وإنتاج النظام، وتأتي بعض مكوناته من الشركات الأمريكية، ومع هذا يواجه

هذا النظام، الذي تطلب تطويره مليارات الدولارات، انتقادات بسبب تكلفته الباهظة

 

2- مقلاع داوود "العصا السحرية"

يعد مقلاع داوود، أو العصا السحرية، نظام دفاع جوي متوسط المدى يبلغ مجال تغطيته 300 كم

وكان بالأساس البديل الإسرائيلي لنظام الدفاع الصاروخي الأمريكي "باتريوت"

وشاركت الولايات المتحدة في تطويره مع إسرائيل

 

وقد سمي "مقلاع داوود" بهذا الاسم، تيمناً بالقصة التوراتية التي ذكرت أن الراعي "داوود" استخدم المقلاع لقتل

"جالوت" العملاق بالحجارة، كما جاء في مقال نشرته صحيفة تايمز أوف إسرائيل

 

وقد صمم "مقلاع داوود" لاعتراض الصواريخ السورية عيار 302 ملم، وصواريخ فاتح 110 الإيرانية الباليستية

ذات الرؤوس الحربية التي يبلغ وزنها نصف طن

 

وبدأت إسرائيل في التخطيط لبناء منظومة مقلاع داوود عام 2006، ووقعت في أغسطس 2008 اتفاق شراكة

مع الولايات المتحدة للمشاركة في تطوير النظام


وساهمت الولايات المتحدة بنحو ملياري دولار لدعم تطوير المشروع من 2008 وحتى 2020

بحسب تقرير لدائرة أبحاث الكونجرس

 

وأجريت أول تجربة ناجحة للنظام في صحراء النقب عام 2012، بحسب موقع "تايمز أوف إسرائيل"

واستمرت التجارب حتى عام 2015، ضد "أهداف متعددة تمثل تهديداً في اشتباكات واقعية في الوقت الفعلي"

بحسب وزارة الدفاع الإسرائيلية التي رفضت توضيح الأهداف التي استخدمت في تلك الاختبارات

 

وعرضت شركة رافائيل النظام لأول مرة علناً في معرض باريس الجوي عام 2013، وصنعت 50 % من

مكونات "مقلاع داوود" في الولايات المتحدة، بحسب موقع "ديفينس نيوز" المعني بالأخبار العسكرية

وبدأ استخدامه فعلياً في الجيش الإسرائيلي عام 2017 وفق موقع "جيروزاليم بوست" الإسرائيلي


ويتألف نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي من ثلاثة مستويات، كل منها مصمم للتعامل مع التهديدات من مسافات مختلفة

بحسب موقع "إسرئيل 21 سي" المعني بالتطور التكنولوجي في إسرائيل

 

وبحسب موقع "ميسيل ثريت" المعني بالصواريخ، فإن "مقلاع داوود" يتألف من وحدة إطلاق الصواريخ

ورادار للتحكم من طراز ELM-2084، ومحطة تشغيل، وصاروخ اعتراضي من طراز "ستانر"

 

ويستخدم "مقلاع داوود" الرادار الإسرائيلي ELM-2084 متعدد المهام، وهو قادر على اكتشاف وتعقب الطائرات

والأهداف الباليستية، وتوفير وسيلة للتحكم في إطلاق الصواريخ للاعتراض الصاروخي أو الدفاع الجوي المدفعي

 

3- نظام السهم "آرو"

تعد منظومة السهم "آرو"، حيتس باللغة العبرية، أخر طبقات الدفاع الجوي في إسرائيل، نظراً لقدراته الفائقة في التصدي 

للأهداف بعيدة المدى، واعتراض الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي للأرض، على مسافة أكثر من 2400 كم

 

وتستخدم هذه المنظومة في القواعد الجوية الإسرائيلية منذ عام 2017، وتتكون من مجموعة من الأنظمة الاعتراضية

وأخرى فرعية مصممة لتوفير دفاع متعدد المستويات عالي الفعالية ضد تهديد الصواريخ الباليستية، وتمتد من

القبة الحديدية التي تعترض الصواريخ قصيرة المدى إلى صواريخ "Arrow-3" طويلة المدى التي تدمر

أي رؤوس حربية غير تقليدية على ارتفاع آمن

 

وتنقسم المنظومة إلى صواريخ "آرو 2" التي تعمل على ارتفاعات متوسطة بينما المنظومة الصاروخية الأعلى

والأسرع هي صواريخ "آرو 3"، وتم تطويرها بالشراكة بين إسرائيل والولايات المتحدة، وبدأ العمل بها

عام 2008، لتكون قادرة على مواجهة الصواريخ الباليستية الإيرانية في الفضاء، خارج الغلاف الجوي

وقبل أن تصل إلى إسرائيل ويمكنها الدفاع عن منطقة كبيرة جداً، ما يوفّر دفاعاً شاملاً للمواقع الاستراتيجية

والمناطق المأهولة الكبيرة

 

4- نظام ثاد الأمريكي

في أكتوبر  2024، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية أنها سترسل إلى إسرائيل نظام دفاع جوي مضاداً

للصواريخ على ارتفاعات عالية، تديره قوات أمريكية

ويعد نظام ثاد فعالاً ضد الصواريخ الباليستية، وفقاً للشركة المصنعة لوكهيد مارتن، أكبر شركة لصناعة الأسلحة

 

 

في الولايات المتحدة، كما تساهم شركة رايثيون، وهي شركة أسلحة أمريكية أخرى، في تطوير الرادار المتقدم لهذه المنظومة

ويحتوي النظام على ست قاذفات مثبتة على شاحنات، مع ثمانية صواريخ اعتراضية على كل قاذفة

يكلف حوالي مليار دولار للبطارية ويتطلب طاقماً من حوالي 100 شخص لتشغيله

 

وقد دخل الخدمة في الجيش الأمريكي عام 2008، هو نظام قابل للنقل وللنشر بسرعة، وتم اختباره بنجاح

في عدة مواجهات، والصاروخ الاعتراضي لا يحمل أية رأس حربية، ولكنه يعتمد على الطاقة الحركية عند التصادم

لتحقيق الإصابة الفتاكة، وتبلغ سرعة الصاروخ 8.24 ماخ، أي 2.8 كم في الثانية

 

يتكون النظام ثاد من قاذف صاروخي متحرك وقذيفة اعتراضية مزودة بمستشعرات وحاسوب قادر على التمييز

بين الأهداف الحقيقية والكاذبة بالإضافة إلى محطة رادار كشف وتتبع، ومركز قيادة وسيطرة متحرك

وهو ما يعطي النظام خفة حركة عالية


وتتكون بطارية النظام من 9 عربات مجهزة بالقواذف، تحمل كل منها من ستة إلى ثمانية صواريخ

إضافة إلى مركزين للعمليات و محطة رادار



موضوعات مشابهه