الخميس ١١ - سبتمبر - ٢٠٢٥ القاهرة
06:28:18am

لا أحد يفخر بأن يكون صديقا لسفاح.. واشنطن تتبرأ من عار تل أبيب

الأربعاء ١٣ - أغسطس - ٢٠٢٥

لم تعد إسرائيل كما كانت.. عبارة موجزة تلخص الكثير من التحولات داخل الولايات المتحدة الأمريكية

بعد قرابة عامين على عدوان غزة.. فالهجوم على إسرائيل لم يعد مجرد مادة خلاف بين الحزبين،

والانحياز للحق الفلسطينى لم يعد قاصرا على حزب الأقلية داخل الكونجرس، أو ورقة ضغط يراوغ بها

من يحلمون بالعودة إلى البيت الأبيض.. ففى الرحلة من الانحياز المطلق

لـ«حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها»، مرورا بتهمة معاداة السامية وصولا إلى الإقرار 

ولو فى الغرف المغلقة ـ بأن تل أبيب باتت حليف «عالى الكلفة»، ولا يقدم ما يليق بحجم ما يتلاقاه

الكثير من التفاصيل والمحطات الفارقة.. تفاصيل ستجد معها إسرائيل أن صباح اليوم التالى

لنهاية حرب غزة ليس مفروشا بالورود، وأن الانتصار، أى انتصار فى ميادين القتال لن يفى

بما ستتكبده فى المستقبل القريب

 

وفى مقابلة مع شبكة سى إن إن الأمريكية، أمس الأول الاثنين، وصف السيناتور الديمقراطى بيرنى ساندرز

رئيس وزراء الاحتلال بـ«مجرم حرب»، معتبرا أن ما تفعله الحكومة الإسرائيلية فى غزة

هو مذبحة تجاه الشعب الفلسطينى بأكمله

 

وقال ساندرز: «كان لإسرائيل الحق فى الدفاع عن نفسها من الهجوم الذى شنته حماس، لكن ما فعلته

منذ ذلك الحين هو شن حرب على الشعب الفلسطينى بأكمله، هناك الآن نحو 60 ألف قتيل، معظمهم

من النساء والأطفال وكبار السن، هناك 18 ألف طفل قتلوا، و3 آلاف طفل بتر أحد أطرافهم. والآن علاوة

على كل هذا الدمار، الدمار البشرى، التدمير الهائل لمساكنهم، مدارسهم، جامعاتهم، أنظمتهم الصحية

وفوق كل ذلك، ما يفعله نتنياهو هو فرض حصار يمنع دخول الغذاء، والناس يموتون جوعا»

 

وكشف ساندرز، أنه قدم قرارا قبل أسبوعين، حصل على 27 صوتا من الديمقراطيين لوقف

وصول الأسلحة العسكرية إلى غزة، دون أى دعم من الجمهوريين، وقال: رغم ذلك

أعتقد أن الجمهوريين على مستوى القاعدة الشعبية يدركون أيضا أن تقديم مليارات الدولارات

لحكومة تجوع الأطفال ليس فكرة جيدة

 

وفى أوساط الحزب الجمهورى، اتهم ستيف بانون، المستشار السابق لترامب، حكومة نتنياهو بـ«الكذب»

مؤكدا أن رئيس وزراء الاحتلال «خان الدعم الأمريكى»، وقال فى بودكاست «Bannnon’s War room»

الذى يقدمه على الإنترنت قبل أسابيع، إن حكومة إسرائيل مطالبة بأن تبرهن أنها شريك للولايات المتحدة

 

واستطرد بانون، مخاطبا ساسة تل أبيب: هل لديكم الجرأة بعد كل ما فعله هذا الرجل «ترامب»

من أجلكم، أن تكذبوا عليه؟

عندما قال لكم: هذا ما فعلته وأحتاج أن تكونوا شركاء، وأطلب منكم التهدئة

ماذا فعلتم؟

قلتم لا يمكننا، وهذا كذب جديد من الأكاذيب العديدة التى تلقيناها من حكومة نتنياهو

 

وأضاف بانون، موجها كلامه لمؤيدى إسرائيل فى الولايات المتحدة

هذا الوضع يجعل الدفاع عن إسرائيل أمرا صعبا للغاية، عندما يكون أعلى مسؤول فى البلاد يتعامل

من أسفل الرزمة، لا يلعب بنزاهة، والحقيقة أنه كاذب صريح.. إذا كنتم حقا تحبون إسرائيل وترغبون

فى ألا تبقى فقط بل تزدهر، فعليكم أن تطرحوا أسئلة صعبة، وأسئلة صعبة جدا

وأن تطالبوا بإجابات واضحة وصادقة

 

الأصوات المعارضة لإسرائيل فى أوساط الساسة الأمريكيين لم تكن بمعزل عن حراك الجامعات

 فمنذ الأشهر الأولى للعدوان، شكلت التظاهرات الجامعية المعارضة لجرائم الاحتلال ورقة ضغط حقيقية

على صانع القرار داخل الولايات المتحدة فى الأشهر الأخيرة من ولاية جو بايدن، وكانت نواة لمواجهة

مفتوحة قادها ترامب ضد إدارات تلك الجامعات فى خطوة أثبتت الأيام عدم جدواها

 

وبعيدا عن آراء النخب الأمريكية، كشفت دراسة نشرها المركز القومى لدراسات الانتخابات داخل

الولايات المتحدة فى الربع الأول من العام الجارى بيانات لافتة، حيث تضمنت الدراسة سؤالا يختبر

رؤية الأمريكيين عما إذا كانت إسرائيل تشكل تهديدا للولايات المتحدة أم لا

 

وبحسب النتائج التى نشرتها صحيفة واشنطن بوست، فى ذلك الحين، فإن قطاعات واسعة من

الأمريكيين باتت تعارض سياسة «الشيك على بياض» فى تزويد إسرائيل بالسلاح، بل ترفض

أى احتمال لإرسال قوات عسكرية إذا اشتعل نزاع أوسع فى المنطقة

 

وألمحت النتائج التى نشرت بعد أكثر من عام على عدوان غزة بأن الأجيال الجديدة داخل

الولايات المتحدة ترى أن العلاقة مع إسرائيل يجب أن يتم تقييمها بزوايا القيمة والكلفة

والعائد بدلا من الاكتفاء بسرديات دينية وتاريخية

 

وبحسب النتائج فإن 56% من الأمريكيين يرون فى إسرائيل مصدرا للتهديد بغض النظر

عن حجم هذا التهديد، مقابل 42 % من العيّنة تنظر لإسرائيل على أنها «غير مهدّدة إطلاقا»

وبشكل مفصل فإن 22 % ممن يرون إسرائيل تشكل تهديدا للولايات المتحدة يعتبرون ذلك

التهديد «محدود»، مقابل 24 % يضعونها فى إطار «التهديد المتوسط»

فى حين يراها 16 % تهديدا كبيرا

 

 



موضوعات مشابهه