مقال رأي: انتخابات كده وكده!
الجمعة ٢٤ - أكتوبر - ٢٠٢٥
هلال عبدالحميد يكتب
كانت انتخابات ٢٠٢٠ بما تم فيها من ممارسات بداية لعزوف الناخبين عن العملية الانتخابية برمتها
وبينما ترددت أنباء عن عزم من يديرون الانتخابات بتركها لإرادة الناخبين،وبأن المرحلة القادمة ستشعز إنفراجة ديمقراطية على مستويات عدة ، وسيكون هناك انفتاحًا سياسيًا، وفتحًا للمجال العام المغلق منذ أكثر من ١٠ سنوات
تفاءل الناس خيرًا، وبعضهم توجس خيفة ولكن جاءت انتخابات الشيوخ لتبدد كل الآمال، ولم تكن المقاعد مخططة ومهندسة فرديًا فقط ولكنها جاءت مهندسة على المستوى الفردي، فلم ينجح مرشح واحد من مرشحي المعارضة على المقاعد الفردية،وحصدت أحزاب الموالاة المؤتلفة كل مقاعد الفردي دون استثناء، كما ان جاء تعيين المائة مقعد الخاصة بالتعيين من قبل رئيس الجمهورية ليدهب معظمها لاحزاب الموالاة مع بعض المقاعد للأحزاب المتعاونة معها.
تبددت أوهام المتفائلين بأن المجال العام سيفتح، والانتخابات ستكون انتخابات بجد (ومش كده وكده )
جاءت انتخابات النواب والمرشحون قبل الناخبين قد فقدوا الثقة تمامًا في العملية الانتخابية، فلم تعد الانتخابات انتخابات، ولا الترشيحات ترشيحات
واصبح الهمس عن بيع المقاعد زعيقًا في الفضاء الاليكتروني
وترددت الأنباء على أن كل المقاعد محسومة ليس قبل عملية الاقتراع ولكن قبل عملية فتح باب الترشح
فكل المقاعد قايمة وفردي تم الاتفاق عليها، وتم توزيع الحصص بين أحزاب الموالاة، وترضية أحزاب المعارضة، سواء بمئات المقاعد لمستقبل وطن وعشراتها لحماة وطن والجبهة الوطنية أو ببضع مقاعد لكل حزب من اخزاب المعارضة بالقايمة، وكذلك بالفردي وان قلت في الفردي من ١ لـ ٥ لكل حزب من أحزاب المعارضة التي شاركت في القائمة أو تلك التي انضمت لقطار المشاركة – من أحزاب الحركة المدنية- متأخرًا والتي ستحصل على أقل
هذا الوضع لم يؤثر فقط على عزوف الناخبين الذي ظهر جليًا في انتخابات الشيوخ -ودعك من الأرقام الرسمية-بل وصل العزوف بين المترشحين أنفسهم، فقد فاقوا من غيبوبة المنافسة وتيقنوا بأنهم ييبذلون جهدًا ومالًا في انتخابات محسومة، فراينا تراجعًا كبيرًا بين أعداد المترشحين (٢٨٢٦) على المقاعد الفردية - حسب الهيئة الوطنية للانتخابات – بينما تقدم لنفس الانتخابات على نفس المقاعد الفردية في ٢٠٢٠ ( ٤٠٠٦) مرشحًا قبل أن ينسحب منهم (٤٢) مرشحًا
بنسبة انخفاض بلغت٢٩.٤٪
في ملاحظة دالة على فقدان المرشحين للحماسة ولشعورهم بعدمية الانتخابات.
المرشحون ايقنوا بعدمية الانتخابات، وعدم جدواها والناخبون الذين عزفوا عن ممارسة حقهم الدستوري في انتخابات الشيوخ سيزداد عزوفهم في انتخابات النواب
فهل يخيب القائمون على الانتخابات ظنون المتشككين وتجرى الانتخابات بشكل حر ونزيه؟!
سنرى.
المحتوى يعبر عن رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع


