الأحد ٢٨ - ديسمبر - ٢٠٢٥ القاهرة
09:52:49am

ازاي استقبال السنة الجديدة بالتفاؤل والبعد عن الاكتئاب

الأحد ٢٨ - ديسمبر - ٢٠٢٥

بقلم: دكتورة داليا خليل اخصائي نفسي دكتوراه صحة نفسية وعلاج الإدمان
نهاية العام مش دايمًا وقت فرح.

في ناس بتشوف الزينة، والهدايا، والضحك…
وفي ناس تانية بتحس إن السنة كلها واقفة قدامها بتسألها:
عملتِ إيه؟ حققتِ إيه؟ خسرتِ إيه؟
وهنا بيبدأ اكتئاب نهاية العام…
حالة هادية، تقيلة، مش دايمًا فيها دموع، بس فيها ثِقل في القلب، وتعب في الروح، وإحساس إن الوقت عدى بسرعة وإحنا لسه مكانا.
*** اعترفي بتعبك… من غير جلد ذات
أول علاج حقيقي إنك تقولي لنفسك:
“أنا تعبانة… ومش غلط أكون كده”.
اكتئاب نهاية العام بييجي من المقارنة، ومن الحسابات، ومن شعور إننا كان المفروض نكون في حتة أحسن.
لكن الحقيقة؟
كل واحد فينا عدى بسنة مختلفة، بظروف مختلفة، بقوة مختلفة.
مش كل تأخير فشل،
ومش كل تعب ضعف،
ومش كل سنة صعبة ضياع.
*** افصلي نفسك عن فكرة “الحصاد الإجباري”
مش لازم نهاية السنة تعني إنك تحاسبي نفسك بقسوة.
مش لازم كل سنة تخلص بنجاح واضح.
في سنين دورها الوحيد إنها:
تعلمنا
تكسرنا علشان نرجع أقوى
توقفنا شوية علشان نغير اتجاهنا
لو خرجتِ من السنة دي لسه واقفة…
ده في حد ذاته إنجاز.
***: نظفي قلبك قبل ما تنظفي رزنامتك
قبل ما تفكري في أهداف جديدة، اسألي نفسك:
مين زعلني ولسه شايلة؟
إيه وجع سكتُّ عليه؟
إيه حلم اتكسرت فيه ومتصالحش معاه؟
الوجع اللي متدفنش صح، بيطلع في صورة اكتئاب.
خدي وقتك تكتبي، تبكي، تحكي، أو حتى تسكتي…
بس متكمليش السنة الجديدة بنفس الحمل القديم.
***: التفاؤل مش إحساس… التفاؤل قرار صغير
مش مطلوب منك تصحي متفائلة فجأة.
التفاؤل الحقيقي بيبدأ بحاجات بسيطة:
إنك تصحي وتفتحي الشباك
تشربي حاجة دافية بإحساس
تمشي شوية
تقللي كلامك السلبي عن نفسك
التفاؤل مش إن كل حاجة تبقى حلوة…
التفاؤل إنك تقولي:
“لسه في فرصة… حتى لو مش واضحة دلوقتي”.
***: غيري طريقة كلامك مع نفسك
اسمعي صوتك الداخلي…
لو لقيتيه بيقول:
أنا فاشلة
أنا متأخرة
حياتي واقفة
وقفيه وقولي:
أنا بحاول
أنا اتعلمت
أنا لسه هنا
الكلمة اللي بتقوليها لنفسك كل يوم، هي اللي بتشكّل إحساسك بالحياة.
***: اعملي “أمل واقعي” للسنة الجديدة
بلاش قوائم طويلة وأهداف خيالية.
اعملي أمل صغير:
راحة نفسية أكتر
ناس أقل وأصدق
اهتمام بنفسك حتى لو بسيط
سلام داخلي مش مبني على رضا الكل
الأمل الواقعي بيعيش…
الأمل المثالي بيكسر صاحبه.
سابعًا: افتكري إن النهاية مش حقيقة كاملة
نهاية السنة مجرد تاريخ…
مش حكم،
ولا شهادة فشل،
ولا باب مقفول.
يمكن الخير كان بيتجهز،
يمكن التأخير كان حماية،
يمكن اللي جاي أهدى وأصدق.
وأحيانًا ربنا ما يدّيش بسرعة…
علشان لما يدي، يدي صح.
في الآخر…
لو حاسة بثقل في قلبك مع نهاية السنة،
اعرفي إنك إنسانة، مش آلة.
الشفاء مش خطوة واحدة،
والتفاؤل مش ضغطة زر.
بس طول ما فيكِ نفس،
وفيكِ وعي،
وفيكِ رغبة إنك تبقي أحسن…
يبقى لسه في خير جايلك
وفي النهاية احب اقول
كل سنة وانتم طيبين وبخير وسعادة وهنا وفرح وتكون سنة سعيدة علينا جميعاً يارب



موضوعات مشابهه