انتخابات حاسمة فى كندا.. اختيار الناخبين بين كارنى وبويليفرى يحدد مسار التعامل مع ترامب

الإثنين ٢٨ - أبريل - ٢٠٢٥
يتوجه الناخبون فى كندا إلى مراكز الاقتراع، الاثنين، لانتخاب مجلس تشريعى جديد، والذى سيحدد من
سيتولى قيادة الحكومة فى فترة ما بعد جاستن ترودو، وهل سيواصل الليبراليون تولى زمام الأمور
تحت قيادة رئيس الحكومى الحالى مارك كارنى، أم سيتمكن المحافظون من العودة إلى الحكم فى أوتاوا
ولا يتم انتخاب رئيس الوزراء فى كندا مباشرة، ولا يتطلب أن يكون عضوا فى البرلمان، بحسب موقع أكسيوس
فالمرشح الذى يعلى على أعلى أصوات فى دائرته يصبح عضوا فى مجلس العموم، والحزب السياسى
الذى ينتمى إليه أكبر عدد من النواب يقوم بتشكيل الحكومة، على أن يتولى قيادة الحكومة رئيس الحزب
ويترشح كارنى لأول مرة فى هذه الدورة الانتخابية لتمثيل دائرة فى ضواحى أوتاوا
وتولى كارنى رئاسة الحكومة فى مارس الماضى بعد استقالة ترودو عقب ضغوط ناجمة عن سياسته الاقتصادية
وتولى كارنى منصب محافظ بنك كندا وبنك انجلترا وساعد المؤسستين فى التعامل مع الأزمات المالية وبريكست
ورغم أنه قادم جديد إلى السياسات الانتخابية، إلا أنه قدم المشورة لترودو فى التعامل الاقتصادى مع وباء كورونا
وينافس كارنى على قيادة الحكومة زعيم حزب المحافظين بيير بويليفرى ، المنافس الأقرب
وهناك أيضا جاجمت سينج عن حزب الديمقراطيين الجدد وآخرين
ورغم أن الانتخابات شأن داخلى تماما، إلا أن الريس الأمريكى دونالد ترامب له تأثير كبير فيها
ونقلت الوكالة الأمريكية عن رئيس وزراء كيبيك السابق، جان شاريه، قوله إن ترامب هو جوهر الحملة الانتخابية
فالسؤال المطروح هو: من سنختار لمواجهة ترامب؟ لقد تغير كل شىء
وتلفت أسوشيتدبرس إلى أن السياسة الخارجية لم تؤثر على الانتخابات الكندية بهذا القدر منذ عام 1988
عندما هيمنت التجارة الحرة مع الولايات المتحدة على الخطاب السياسي
ويتقدم مارك كارني، زعيم الحزب الليبرالى فى استطلاعات الرأى قبل يوم الاثنين، مما يمثل تحولا دراماتيكيا
للحزب الذى بدا محكوما عليه بهزيمة ساحقة حتى بدأ ترامب فى إطلاق هجمات على اقتصاد كندا وسيادتها
قال كارنى يوم الثلاثاء: نحن فى أزمة
الرئيس ترامب يهدد كندا، ويهدد شركاتنا، ويهدد عمالنا، ويهدد مدخرات متقاعدينا
وأضاف: "هذا التهديد ليس اقتصاديًا فحسب، بل وجودى أيضًا"
وحتى أشهر قليلة مضت، كان زعيم حزب المحافظين، بيير بويليفرى، يُعتبر المرشح الأوفر حظًا
لرئاسة الوزراء، بعد أن نجح فى إعادة حزبه إلى السلطة لأول مرة منذ عقد
قال شاريه، وهو معتدل قاد المقاطعة الناطقة بالفرنسية فى كندا بين عامى 2003 و2012
إنه إذا أراد ترامب مساعدة حلفائه الأيديولوجيين فى الخارج، فعليه تخفيف حدة لهجته
وتقول رئيسة وزراء ألبرتا، دانييل سميث، وهى حليفة للمحافظين، إن بويليفرى سيكون "منسجمًا تمامًا"
مع "الاتجاه الجديد فى أمريكا"
وبناءً على ذلك، قدّم بواليفير ردًا أكثر هدوءًا على خطاب ترامب ومناوراته الاقتصادية، داعيًا الكنديين
إلى حرمان الليبراليين من ولاية رابعة على التوالى بعد ما وصفه بـ "عقد ليبرالى ضائع"
ماذا ستعنى نتيجة انتخابات كندا للولايات المتحدة؟
هدد ترامب بفرض رسوم جمركية باهظة على السلع الكندية، وصرح كل من كارنى وبويليفرى بأنه فى
حال انتخابهما، سيُسرّعان إعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، سعيًا لإنهاء
حالة عدم اليقين التى تُلحق الضرر باقتصاديهما
يُخطط كارنى لتنويع صادرات كندا، ويُراجع حاليًا طلب الشراء المتبقى من طائرات إف-35 المقاتلة الأمريكية
لمعرفة ما إذا كانت هناك خيارات أخرى "فى ظل البيئة المتغيرة"
زار كارنى باريس ولندن، وليس واشنطن، فى أولى زياراته كرئيس للوزراء
لكن ما يقرب من 80% من صادرات كندا تذهب إلى الولايات المتحدة