جوعى و عطشى المجاعة تحصد أرواح أطفال غزة.. 100 ألف طفل فلسطينى على شفا الموت

الجمعة ١٨ - يوليو - ٢٠٢٥
يعانى الفلسطينيون فى قطاع غزة من سوء تغذية وتجويع يمارسه جيش الاحتلال الإسرائيلى
ضد كل النازحين بشكل عام وأطفال غزة بشكل خاص، ما أدى لاستشهاد آلاف الأطفال بسبب الجوع
وسوء التغذية وسط صمت دولى مخز، بالإضافة لدعم أمريكى لا محدود للجرائم التى ترتكبها
إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية المحتلة
ووثقت مؤسسات حقوقية دولية مئات الحالات لأطفال غزة الذين يعانون من سوء التغذية
والجوع نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلى للقطاع ورفض إدخال المساعدات خاصة حليب الأطفال
أو الأطعمة اللازمة للأطفال الذين يعانون منذ عام ونصف العام من شح الأغذية وعدم توافر المياه النظيفة
وكشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» عن تشخيص إصابة أكثر من 5800 طفل بسوء التغذية
فى قطاع غزة، خلال شهر يونيو فقط، فى ظل استمرار الحرب الإسرائيلية
والحصار المفروض على القطاع منذ 18 عاما
وقالت المنظمة الأممية إن من بين هؤلاء الأطفال، أكثر من ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد
مشيرة إلى أن هذه الأرقام تمثل «ارتفاعًا متواصلاً للشهر الرابع على التوالى»، مؤكدة أن الأوضاع الكارثية
فى قطاع غزة تتطلب إيصال المساعدات الإنسانية بسرعة وعلى نطاق واسع، وحذرت من مواجهة الأطفال
لمخاطر متزايدة على حياتهم فى ظل مجاعة متفشية أودت بحياة الكثيرين، لا سيما من الأطفال
نتيجة حرب إبادة تتضمن تجويعا ممنهجا وحصارا خانقا
فيما، حذرت «الأونروا» من تصاعد حاد فى حالات سوء التغذية فى القطاع، مؤكدة أن حالات
سوء التغذية فى عياداتها شهدت ارتفاعا ملحوظا منذ مارس الماضى، جراء تشديد قوات الاحتلال
الحصار ومنع إدخال المساعدات الإنسانية، مضيفة: منذ مارس الماضى لم يُسمح للوكالة بإدخال
أى مساعدات إنسانية إلى المناطق الشمالية من قطاع غزة، وسط قيود مشددة على الإمدادات الطبية الأساسية
وأضافت أن الطواقم الطبية فى القطاع اضطرت إلى إعطاء الأولوية للأطفال المصابين بأمراض خطيرة
وسوء تغذية حاد، فى ظل نقص الإمكانيات وانهيار النظام الصحى بفعل القصف المتواصل
ويعيش قطاع غزة، الذى يقطنه نحو 2.4 مليون نسمة، كارثة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء العدوان الإسرائيلى
فى 7 أكتوبر 2023، حيث فقد أكثر من 1.5 مليون شخص منازلهم، وتوقفت غالبية الخدمات الصحية
والإنسانية نتيجة التدمير ونفاد الموارد
بدوره، أكد مدير جمعية الإغاثة الطبية فى غزة محمد أبو عفش تسجيل موت آلاف الأطفال الفلسطينيين
جوعا ومرضا لعدم توافر الغذاء والدواء الازم لإنقاذ حياتهم، مشيرا إلى عدم توفر الكوادر الطبية لإجراء
العمليات الجراحية وعدم توفير الخدمات الصحية اللازمة فى ظل انعدام قدرة المستشفيات
على استيعاب أعداد كبيرة من المرضى والجرحى
وأوضح أنه نتيجة سوء التغذية الحاد وانعدام الرعاية الصحية، تسجّل المستشفيات والمراكز الطبية
فى غزة أمراضًا خطيرة تشمل سوء التغذية الحاد الوخيم عند الأطفال، فقر الدم الحاد، الالتهابات الصدرية
والرئوية، الإسهال المزمن بسبب المياه الملوثة، واليرقان والتهاب الكبد A، التهاب السحايا، والطفح الجلدى
محذرا من تدهور الوضع الصحى مع انتشار أمراض الأنيميا الحادة للنساء خلال فترة الحمل، الولادة المبكرة
وسوء نمو الأجنة، نقص الحليب الطبيعى للرضاعة، والتهابات نسائية مهملة بسبب غياب الرعاية ونقص المياه
وتعرضت غالبية مستشفيات قطاع غزة للتدمير والاستهداف رغم احتضان المستشفيات للمرضى من
الأطفال سواء المصابين أو الخدج، ما أدى لاستشهاد عشرات الأطفال الذين يعانون من الجرائم الإسرائيلية
المستمرة ضد أبناء الشعب الفلسطينى منذ أكثر من عام ونصف العام
وحول عدد الجرحى الذين يحتاجون لعلاج خارج غزة بسبب صعوبة إصاباتهم، أوضح أن آخر الإحصاءات
الطبية تؤكد وجود أكثر من 12 ألف جريح معظمهم من الأطفال والنساء بحاجة للعلاج فى الخارج منهم
ما لا يقل عن 4000 حالة حرجة يعانون من بتر الأطراف المعقّد، بالإضافة إلى حروق شديدة تحتاج إلى
جراحات متقدمة، ولا يمكن علاجهم داخل غزة نظرًا لانهيار النظام الطبى وانعدام القدرات التخصصية
مثل غرف العمليات الدقيقة أو وحدات العناية المركزة المتطورة
وأوضح أمجد الشوا أنه منذ الثانى من مارس الماضى مع انهيار اتفاق التهدئة فرض الاحتلال حصارا خانقا
مشددا على أن الاحتلال شرع فى إدخال مساعدات من خلال منظمات دولية بكميات قليلة فى مايو الماضى
مشيرا إلى أنه يجرى إدخال الشاحنات عبر طرق غير آمنة للسيطرة عليها من
اللصوص وإحداث فوضى بين المواطنين
وأعرب «الشوا» عن أمله فى أن يتم إدخال أكبر للمساعدات إلى غزة، مؤكدا أن ما يدخل حاليا كميات قليلة
مع اشتداد الأزمة الإنسانية مع وجود مساس حقيقى بحياة الأطفال، مضيفا: نأمل فى دخول المساعدات
لسكان غزة بانتظام بعيدا عن كمائن ومصائد الموت
وتابع: منظماتنا الأهلية تعمل مع الأمم المتحدة والشراكة الدولية تقوم بالاستجابة الإنسانية قدر الإمكانيات
المتوفرة ومعظم المساعدات نفذت لدى جميع المؤسسات وما يدخل يوزع على الأهالى وهى قليلة
لدينا بعض المستشفيات تستقبل جرحى أو مرضى بشكل خاص الأطفال والنساء، مؤكدا وجود
مراكز بالشراكة مع يونيسف وبرامج دعم نفسى ونقاط تعليمية ويجرى العمل على
إيصال المياه التى تتناقص بشكل كبير جدا داخل غزة