الخميس ٢٥ - ديسمبر - ٢٠٢٥ القاهرة
10:15:33am

حكايات النفسية توضح مشكلات الاطفال وطرق علاجها

الأحد ٠٧ - ديسمبر - ٢٠٢٥

بقلم: دكتورة داليا خليل اخصائي نفسي دكتوراه صحة نفسية وعلاج الإدمان
اولا: القلق في الطفولة

تعريفه و طرق علاجه

حكاية "نور… والباب اللي بيقفل من جوّه"

في ليلة هادية من ليالي الشتاء، كانت "نور" بنت عندها تسع سنين، قاعدة في أوضتها لوحدها. نور كانت بتحب الرسم والقصص، لكن في الفترة الأخيرة بقت تكره الخروج من البيت، وتخاف تروح المدرسة، وتعيط من أقل حاجة.
مامتـها كانت تقول:
"نور اتغيرت… كانت دايمًا بتضحك، إيه اللي حصل يا بنتي؟"

لكن نور ما كانتش عارفة تقول.

الفصل الأول: الصوت اللي محدش سامعه

في المدرسة، كانت نور قاعدة في آخر الصف. كل ما المدرّسة تسأل سؤال، نور تبقى عارفة الإجابة… لكن جواها صوت صغير يخوفها ويقولها:
"لو اتكلمتي هيضحكوا عليكي… اسكتي أحسن."

وتسكت نور.
وفي الفسحة، البنات يلعبوا، ونور تقف في الركن لوحدها.
واحدة من صاحباتها قربت منها وقالت:
"إنتي ليه بقيتي لوحدك؟"

نور هزت كتفها ومردتش… لأنها ما كانتش عارفة تشرح الصوت اللي بيجري جوا دماغها ويقفل على مشاعرها زي باب بيتقفل من جوه.

الفصل الثاني: سرّ الدرج القديم

ليلة من الليالي، لقت نور في دولاب أبوها دفتر قديم. فتحته… ولقت فيه كلام غريب:

"كنت طفل بخاف أتكلم… والناس فاكرة إني هادي، بس الحقيقة إني كنت مستخبي."

نور فتحت عينيها بدهشة.
يعني باب الخوف اللي جواها… حد قبلها كان حاسس بيه!

روّحت تجري لمامتها وقالت:
"ماما… هو بابا كان بيخاف زيي؟"

ابتسمت الأم ابتسامة فيها وجع:
"أيوه يا نور… وكان دايمًا يقول إن الخوف من جوه الطفل زي باب محدش يعرف يفتحه غيره."

هنا نور حسّت إن مشكلتها مش غريبة… وإنها مش لوحدها.

الفصل الثالث: المعلمة "ندى" وورقة الأسئلة

في المدرسة، ظهرت معلمة جديدة اسمها "ندى". كانت مختلفة… ما كانتش بتصرخ ولا بتزعّق، كانت بتسمع.
في أول يوم، وزّعت ورقة على الأطفال مكتوب فيها:

“اكتبوا لي: أكتر حاجة بتخوفكم… ومش هقول لحد.”

نور حسّت إن الفرصة جات.
كتبت:
"أنا بخاف أتريق… بخاف أغلط… بخاف ماما تزعل… وبحس إني ضعيفة."

تاني يوم، المعلمة ندى قربت من نور، واديتهـا ورقة صغيرة مكتوب فيها:

"اللي انتي حاساه اسمه: قلق الطفولة… مش ضعف. هنفتحه مع بعض."

نور لأول مرة حسّت إن حد مسك المفتاح معاه.

الفصل الرابع: التدريب اللي فتح الباب

المعلمة ندى بدأت تعمل “لعبة القوة”.
كل يوم تطلب من نور تقول جملة صغيرة قدام الصف:
مرة تقول: "صباح الخير."
مرة تقول: "أنا رسمت رسمة."
ومرة تقرأ سطر من كتاب.

وكان كل مرة… الباب اللي جواها يتفتح سنة صغيرة.

وماما في البيت بقيت تسمع أكتر… وتزعل أقل… وتقول لها: “حاولي… حتى لو غلطتي.”

الفصل الخامس: يوم كسرت فيه نور الخوف

في يوم كان عندهم حصة نشاط، وكل طفل يقدّم حاجة قدام الفصل.
نور كانت ماسكة ورقة رسمها، وإيديها بترتعش…
لكن المعلمة ندى بصت لها وقالت:
"الباب مفتوح يا نور… ادخلي."

وقفت نور قدام الفصل، وقالت بصوت بيرتعش:

"أنا رسمت صورة لِبنت عندها باب بيقفل من جوه… بس مع الوقت… الباب اتفتح."

الفصل سكت…
وبعدين الكل صفق لها.
نور لأول مرة تحس إن صوتها مسموع… وإن خوفها قابل للعلاج… وإنها مش "بنت ضعيفة" زي ما الصوت جواها كان بيقول.

الفصل الأخير: الرسالة اللي سابتها نور

بعد شهور، نور بقت أقوى.
وكتبت في دفترها:

"كل طفل عنده باب… بعض الأبواب مقفولة بالخوف، وبعضها بالوحدة، وبعضها من كلمة وجعته. بس كل باب ليه مفتاح… والمفتاح اسمه: حد يسمعني."

وسابت الدفتر في المكتبة المدرسية، يمكن طفل تاني يلاقيه… زي ما لقت دفتر باباها.

المغزى النفسي من الحكاية

الخوف عند الأطفال مش "دلَع" ولا "عناد"، ده أحيانًا قلق طفولي مكتوم.
الطفل محتاج أذن تسمع أكتر من نصيحة تتفرض عليه.
وجود معلم أو أم أو شخص بالغ داعم، يغيّر حياة الطفل بالكامل.
كل طفل عنده "باب"… والاحترام، الاحتواء، وعدم السخرية… هما المفتاح الحقيقي.



موضوعات مشابهه