بقلم : نيفين ياقوت

يا من أطلق عليكم الإعلاميون والمثقفون بالقوى الناعمة المصريه ،، يامن وصفتم أنفسكم بالكريم شانتيه ... يا من أصبحتم أقوى تأثيرا في الشؤون الوطنيه... إنكم بأعمالكم الفنيه إستطعتم التغيير في القرارات السيادية وإستطعتم التعديل في التشريعات القانونية وإستطعتم التغيير في السلوكيات والألفاظ والمعتقدات الشبابيه ... لأنتم أعظم شأنا من أخطر مستعمري العالم ،، فالمستعمر ربما يسيطر على الأراضي والممتلكات بالقوه العسكرية .. أما أنتم تتسللون خلال العقول والقلوب وتحكمون سيطرتكم على العقول البشرية للدرجه التي لا يستطيع أحدهم أن يفعل شيئاً في حياته إلا من خلال ماتقدمونه من أفلام ومسلسلات ومهرجانات وبرامج إعلاميه ...لم تتركوا شيئاً ولم تقصروا في تحقيق أغراضكم وطموحاتكم الشخصية ، حتى ولو كانت من خلال أجندات خارجية.
إذن أنتم في رأيي الشخصي - حالياً ومن خلال أعمالكم - شأنكم شأن أخطر أنواع الأمراض السرطانية التي تغزو الأجسام البشريه،، تنتشر وتتوغل في أوصالها على غفله من أصحابها فتحولها إلى هياكل عظميه .
ولكن مازال بالإمكان بصيص من الأمل وفرصه ذهبيه لمن يريد منكم الخير لبلاده أو لديه انتماءات وطنيه ، ولمن يريد منكم إصلاح الأجيال القادمه أن يقدم أعمالاً فنية ترقى بمستوى الذوق العام بديلا عما نتجرعه منذ عقود من مشاهد هابطه تخرج لنا من شاشات القنوات الفضائية .
إن مطلبي منكم ،،، أيها النخبه المفضله والمقربه الي السلطات المصرية،، إلى فناني مصر : فلينهض كل منكم على حده وليثبت وطنيته وليقدم عملاً فنياً يحكي عنه التاريخ معبراً عن معالجة القضايا العامة التي يعاني منها القاعده الجماهيرية .. فمثلاً يمكنه أن يجسد القصص المدرسية .. لخدمة المناهج التعليميه وتعالجها في صورة دراما ابداعيه .
إن التعاون في إطار خدمة المناهج المدرسية مع إضافة اللمسه الإبداعيه التوعويه سواء للمرحلة الثانوية أو الإعداديه ستقابل نجاحاً باهراً وإقبالا ليس له نظير في نسبة المشاهدات وستقابل أيضاً تصحيحا للنظرة السلبيه التي طالت سمعة الفن المصري في الآونة الأخيرة بعد أن كان المناره الأولى والقدوه المؤثرة على كافة الدول العربية .
لأنتم أعظم تأثيرا في شؤون الدين والثقافة والتربية والتعليم من المتخصصين والمدرسين ورجال الدين . فقوموا بأعمالكم بنية الحصول على الأجر في الحياه الآخره قبل الحياه الدنيويه لكي تفوزوا بإستعادة الشعبية الجماهيرية الذين يستاؤون من تدخلاتكم التي أثرت سلباً على أبنائهم وحولتهم إلي ببغاوات بشرية.
لقد قدمت لكم ندائي والآن اقدم لكم نصيحتي : إثبتوا إنتمائكم وولائكم لوطنكم مصر بحرصكم على الأجيال الحاليه وحماية الأجيال القادمة والتي تتربى على أيديكم طوعاً أو كرهاً رغماً عن القاعدة الجماهيرية التي تشاهدكم .
فأنتم الأمر الواقع والبديل الفعلي عن المؤسسات التعليمية والإجتماعية والثقافية.
ولتعودوا إلى انتاج الدراما الهادفة وإدعموا التلفزيون المصري ماسبيرو الذي كان له أكبر الأثر وأعظم الفضل على نشر ثقافة الهويه المصريه والعربية .
وأحذروا أيها الفنانون المنتسبون إلي جمهورية مصر العربية ماذا أنتم تفعلون ولمن تزرعون ولمن تحصدون