وزارة التعليم يلزمها قيادة ونزاهه

الجمعة ١٨ - أبريل - ٢٠٢٥
بقلم: نيفين ياقوت
اي مسؤول كبير في أغلب الأحيان يكون لديه مجموعه من الأعداء المرؤوسين
لكن إذا كان هذا المسؤول من النوع الغير نزيه الذي يستخدم منصبه وسلطاته الإداريه والقانونيه للنيل من اعدائه وكأنه يؤدي عمله الطبيعي في المتابعة والتفتيش المفاجئ الذي - في الحقيقة يكون مقصوداً وليس بالصدفه - فالتفتيش الذي يسمونه أمام الرأي العام مفاجئاً ياسادة هو نوعان : نوع للتكريم إذا كان المرؤوس حبيبا ونوع للانتقام إذا كان المرؤوس عدوا..
وسأقص لكم قصه حقيقيه حدثت في إحدى الإدارات التعليمية بالإسكندرية تحديداً عام 2015 .
كانت هناك مدير عام اداره تعليميه تريد ان تتخلص من مديره مدرسه معروف عنها النزاهة والتميز ..فماذا فعلت ؟
إجتمعت بكل من : مدير الشئون الماليه و الاداريه ومدير الشؤون القانونيه ورئيس القطاع التابعه له المدرسه وأمرتهم بكل حسم أن يتوجهوا إلى المدرسه فجأه وينتظروا يوماً تكون فيه مديرة المدرسة غائبه أو في إجتماع خارجي ، وأن ينتشروا في كل أنحاء المدرسه ويتصيدوا سلبيات أو يفتعلوها وهذا أسهل ما يكون بالنسبه لهم ، ولايلتفتوا للإيجابيات وشددت عليهم ألا يرجعوا لها إلا ومعهم عدداً من محاضر مخالفات ملفقه ومن كل نوع لتتمكن من تحويل المديره إلى النيابه الاداريه وفعلاً نفذوا ما أرادت ليكون لها المبرر لإتخاذ قرار نقل فوري وعاجل لمديرة المدرسة إلى أعمال إداريه قبل أن يتم التحقيق مع المديره بالنيابة الإدارية لأنها تعلم أن النيابه بعد التحقيق ستتخذ قرار ببراءتها لأن المدير العام تعلم جيداً أن مديرة المدرسه بريئه وأن المخالفات ليس لها أساس من الصحه ولكنها استخدمت سلطتها بذكاء بحيث لايشك أحد في نواياها الحقيقيه .
فقد كانت تدعي على حد تعبيرها أن اللجنه المشكله بالتفتيش هي من أدانت مديرة المدرسه وهي بدورها كمدير عام إتخذت قرار بإستبعادها من إدارة المدرسه . وفعلاً .. بعد عام تقريباً وبعد إنتهاء التحقيقات صدر قرار النيابه بعدم ثبوت مخالفات ماليه او اداريه وبراءة مديرة المدرسه من التهم المنسوبة إليها . لكن بعد أن نجحت خطة هذه المدير العام في تنفيذ نقلها و إستبعادها من إداره المدرسه فقد كانت تدير الإداره التعليميه حسب أهوائها الشخصيه في هذا الوقت ولم تكن مديرة المدرسه المذكورة هي الضحيه الوحيده ، بل أطلق على تلك الفتره في عهدها بمذبحة الشرفاء.
حتى إن موقع إلكتروني شهير مخصص للبرامج التعليميه وأخبار التعليم كتب عن هذه الواقعه تحديداً تحت عنوان "استبعاد مديرة مدرسة بتهمة الإخلاص في العمل".
هكذا ياساده تسير الأمور في وزارة التعليم فالمصالح تتصالح والمكائد تخرج بكافة أنواعها وأشكالها لتحقيق المآرب الشخصية .. ولا يهم المصلحه العامه ولا يهم العملية التعليمية ولا بناء الأجيال القادمة على المبادئ والقيم .
وأخشى ما أخشاه أن وزير التعليم قد كان أداه أو وسيله لأحدهم في تحقيق غاية ما ضد مدير إدارة الباجور رحمة الله عليه الذي نال منه الوزير بأسلوب غير مهني لا يمت للقياده الناجحه بصله من قريب أو بعيد.
إن العملية التعليمية بكل تفاصيلها لابد أن يقوم عليها قيادات تترفع عن الصفاصف والتفاهات والشخصنه ، قيادات تتحلى بالقيم والنزاهه وحب الوطن والإخلاص له بالأفعال الإيجابية لا بالشعارات الرنانه التي تتلون حسب المواقف والأحداث .