المرأة في قلب الحديث النبوي: المجاز والكناية لحماية الحياء
الجمعة ١٤ - نوفمبر - ٢٠٢٥
أكد الدكتور يسري جبر، عالم الأزهر الشريف، خلال حلقة برنامج "اعرف نبيك" على قناة الناس، أن الحديث عن امرأة رفاعة الذي عبّرت فيه عن ضعف زوجها الثاني في الجماع يوضح حكمة الإسلام في استخدام الكناية والمجاز عند تناول الأمور الدقيقة، حفاظًا على الحياء مع توصيل المعنى الشرعي الكامل.
وأشار جبر إلى أن النبي ﷺ استخدم تعابير مجازية دقيقة مثل: «حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك»، بدلًا من الألفاظ الصريحة التي قد تكون جافة أو جارحة، موضحًا أن المجاز جزء أصيل في لغة الحديث النبوي.
وأضاف أن المرأة استخدمت تعبير «إنما معه مثل هدبة الثوب» لتوضيح ضعف القدرة على المعاشرة، وفهم النبي ﷺ المعنى المقصود دون تصريح صريح، ما يعكس دقة التعبير وبلاغته.
وأوضح جبر أن الحكم الشرعي واضح: المرأة المطلقة ثلاثًا لا تحل لزوجها الأول إلا بعد زواج حقيقي من زوج آخر، ويقع بينهما دخول كامل، ثم الطلاق الثاني وانقضاء العدة، حرصًا على منع التسرع في الطلاق وحماية الأسرة.
وأشار إلى أن ارتفاع نسب الطلاق في السنوات الأولى من الزواج إلى نحو 60% يرجع غالبًا إلى سوء الفهم لحكمة الزواج، وسوء استخدام الرجال لسلطة الطلاق كوسيلة للعقاب بدلًا من معالجة المشكلات.
وشدد على أن الحياء شعبة من الإيمان، وأن الحديث في الحلال والحرام مشروع بشرط الأدب والاحترام، داعيًا الأزواج للتمهل وضبط النفس وعدم استخدام الطلاق وسيلة للضغط أو الغضب، مؤكدًا أن شرع الله جاء لتهذيب النفوس وإصلاح البيوت لا لهدمها.


