التربية الإيجابية والصحة النفسية للطفل: بداية الحكاية من البيت
الإثنين ١٠ - نوفمبر - ٢٠٢٥
بقلم: دكتورة داليا خليل اخصائي نفسي دكتوراه صحة نفسية وعلاج الإدمان
التربية الإيجابية مش كلمة جديدة، لكنها أسلوب حياة بيغيّر شكل العلاقة بين الأم أو الأب والطفل. ساعات الأهل يفتكروا إن التربية معناها الأوامر والقواعد بس، ومع الوقت يلاقوا الطفل بيكبر وهو خايف، أو حساس زيادة، أو مش قادر يعبر. التربية الإيجابية بتركز على العكس تمامًا. هي طريقة بتبني طفل قوي من جوه، عارف نفسه، وواقف على أرض ثابتة.
١. الطفل محتاج يسمع صوت حد فاهمه
أول خطوة في التربية الإيجابية إن الطفل يحس إن في حد بيستقبله… مش بيحاسبه. لما الأم تسمع مشاعر ابنها من غير ما تقلل منها، بتزرع عنده إحساس بالأمان. الإحساس ده بيفضل جواه وبيظهر في هدوءه وثقته بنفسه وطريقته في التعامل مع الناس.
٢. الحدود الواضحة مش قسوة… هي حماية
ناس كتير تخلط بين التربية الإيجابية والدلال. الحقيقة إن التربية الإيجابية فيها حنان وفيها حدود. الطفل لما يعرف إن في قواعد ثابتة، بيحس إن الدنيا مفهومة ومش فوضى. الحدود دي بتعلمه يختار، ويتحمل نتيجة اختياراته من بدري.
٣. التشجيع أهم من المكافآت
بدل ما الأم تربط كل سلوك حلو بهدية، تقدر تربطه بتقدير. “أنا شايفة إنك حاولت”، “تصرفك ده خلاني فخورة بيك.” الكلام ده بيبنّي قيمة داخلية جوا الطفل، ويعلّمه يعمل الصح علشان نفسه، مش علشان ياخد حاجة.
٤. طريقة الكلام بتبني أو بتكسر
الكلمة اللي تتقال للطفل بتفضل في عقله سنين. الطفل اللي يسمع “إنت مش عارف تعمل حاجة” هيصدقها. والطفل اللي يسمع “جرب تاني وإنت هتوصل” هيتعلم يتحدى نفسه. التربية الإيجابية بتعتمد على لغة هادية، واضحة، وفيها احترام، من غير صراخ أو تهديد.
٥. اللعب مش وقت ضايع… ده علاج نفسي
اللعب هو اللغة الأولى اللي بيعبر بيها الطفل. وقت اللعب بين الطفل وأهله مش رفاهية، ده وقت شحن عاطفي. الطفل في اللحظة دي بيحس إنه مهم، وإن في حد شايفه، وده بيزود شعوره بالترابط والأمان الداخلي.
٦. الصحة النفسية بتبدأ قبل المدارس بسنين
الطفل اللي يكبر في بيت فيه تواصل، احترام، حدود، وتشجيع، بيدخل المدرسة وهو مرتاح من جوه. ده بيبان في قدرته على تكوين صداقات، تركيزه، طريقة حله للمشاكل، وحتى في نومه وأكله.
٧. الأهل مش مطلوب منهم الكمال
التربية الإيجابية مش مثالية ١٠٠٪. هي محاولة يومية. لو الأم اتعصبت يوم… مش نهاية الدنيا. المهم إنها ترجع، تصلّح، وتعلّم طفلها إن الغلط وارد، وإن الاعتذار قوة مش ضعف.
الخلاصة
التربية الإيجابية مش أسلوب تربوي بس، هي استثمار طويل المدى في صحة الطفل النفسية. الطفل اللي يكبر وسط دعم واحترام وحدود وتواصل صادق، بيطلع شخص متوازن، عارف قيمته، وعنده قدرة يعيش حياته بثبات


