كتبت: إيمان أمين

في أجواء من المودة والتقدير، احتضن حزب العدل احتفالية خاصة لتكريم الأمهات، بحضور نخبة من الشخصيات الدينية والفكرية، على رأسهم الدكتور فريد شوقي أمين محافظة الإسكندرية، وفضيلة الشيخ محمد السعدي، ووسط لفيف من الأمهات والمكرمين الذين جاءوا ليعبروا عن امتنانهم وتقديرهم لهذه النعمة العظيمة.

افتتحت الأستاذة أمل صادق الفعالية بتلاوة آية من كتاب الله الكريم:
"وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ، حَمَلَتْهُ أُمُّّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ، وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ، أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ" ثم رفعت أكف الدعاء للأمهات، راجية من الله الرحمة لمن رحلن، والشفاء للمريضات، والحفظ لمن هنّ على قيد الحياة.

ثم جاءت كلمة فضيلة الشيخ محمد السعدي، الذي استهل حديثه انطلاقًا من كلمات الدكتور، مشيرًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله أحد الصحابة: "يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟" فقال له النبي: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: "أمك"، قال: ثم من؟ قال: "أبوك" مؤكدًا أن الأم هي الملاذ الآمن، واليد الحانية التي تُحسن إلينا منذ ولادتنا وحتى آخر يوم في حياتها.

وأضاف فضيلته أن الأم تعاني كثيرًا في حياتها من حمل وولادة وسهر وتربية، وأن برها لا يقتصر فقط على حسن المعاملة، بل يشمل كل تفاصيل حياتنا اليومية، فهي الأولى بابتسامتنا ووقتنا واهتمامنا، وسرد أبياتًا شعرية مؤثرة تعكس فضل الأم وعظمة مكانتها:

لأمك حقٌ لو علمتَ كثيرُ .. كثيرُكَ يا هذا لديه يسيرُ
فكم ليلةٍ باتت بثِقلك تشتكي .. لها من جواها أنّةٌ وزفيرُ

كما استشهد الشيخ بقصة الصحابي الذي جاء يشكو والده إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله الوحي على رسوله بكلمات لم يعلمها أحد، ليخبره بها، وعندما واجه النبي الرجل المدّعى عليه، قال الرجل: "كنت قوياً وكان ابني ضعيفاً، وكنت غنياً وكان ابني فقيراً، فكنت أقدمه على نفسي، والآن له أخوات ضعيفات، فأخذت من ماله لأعيلهنّ، أفأُعاب لذلك؟" عندها ذرفت عينا النبي صلى الله عليه وسلم، وقال كلمته الخالدة: "أنت ومالك لأبيك".

الأجواء كانت مليئة بالمشاعر النبيلة ورسائل الامتنان لكل أم، في لحظات عكست قيمة البر والعطاء، وسط حضور كبير تفاعل مع الكلمات والمواقف التي أكدت على مكانة الأم وأهميتها في حياة كل إنسان.